-A +A
كتب: فهيم الحامد Falhamid2@
عاصر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، جميع ملوك المملكة منذ تأسيسها على يد والده المغفور له الملك عبدالعزيز، وعمل معهم عن قرب منذ أن دخل العمل السياسي في الـ19 من عمره أميراً لمنطقة الرياض بالنيابة عام 1954، ليكتب سيرة زاخرة بالعطاء والخبرات. الملك سلمان لم يوظف تجاربه وخبراته التراكمية لمصلحة تنمية المملكة ورفاهية المواطن وإحداث نقلة نوعية ونهضة تنموية في المملكة عقب توليه مقاليد الحكم في 23 ينايرر 2015، ليقود المملكة في سنوات معدودة إلى ما بات يعرف بـ«السعودية الجديدة» فحسب، بل ركز من البدايات على الجوانب الإنسانية والسعي لإنهاء معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة ومرضى الكلى، وتمخض عن ذلك إنشاء المركز السعودي للتبرع بالأعضاء..بالمقابل فإن ولي العهد الأمير الشاب محمد بن سلمان الذي مرت قبل أيام خمس سنوات على تقلده منصب ولي العهد.. حوّل الأحلام إلى حقيقة، تجسدت خلالها شواهد وحقائق على الأرض. ويقول الأمير محمد بن سلمان مهندس رؤية ٢٠٣٠: «إذا هويتك لم تستطع أن تصمد مع التنوع الكبير في العالم فمعناه أن هويتك ضعيفة، ويجب أن نستغني عنها. وإذا هويتك قوية وأصيلة، تستطيع أن تنميها وتطورها، وتعدل السلبيات التي فيها، وتحفز الإيجابيات فيها».. ومن هذه المنطلقات جاءت المبادرة الإنسانية غير المسبوقة، من الملك سلمان، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالتسجيل في برنامج التبرع بالأعضاء التابع للمركز السعودي للتبرع بالأعضاء في إطار ما يحظى به مرضى الفشل العضوي النهائي من عناية بالغة من لدُن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، وتشجيعاً من القيادة لعموم المواطنين والمقيمين على التسجيل في برنامج التبرع بالأعضاء، لما له من أهمية بالغة في منح الأمل للمرضى الذين تتوقف حياتهم على زراعة عضو جديد، امتثالاً لقول الله تعالى (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً). وكان الملك سلمان قد عمل على تأسيس المركز السعودي لزراعة الأعضاء -المركز الوطني للكلى سابقاً-، استشعاراً منه لمعاناة مرضى الفشل الكلوي وتزايد أعدادهم، وأهمية توسيع دائرة التبرع بالأعضاء لتشمل جميع مرضى الفشل العضوي النهائي، ولفتح باب الأمل أمام قوائم انتظار المرضى الذين تتوقف عملية تشافيهم على زراعة عضو جديد (قلب، كبد، كلى، رئة)..وتأتي هذه المبادرة امتثالاً للآية الكريمة (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً) وامتداداً لحرص القيادة الرشيدة بالقطاع الصحي في المملكة ودعم مراكز التبرع بالأعضاء لما لها من دور كبير في إنقاذ الأرواح البشرية. كما أنها تجيء امتداداً لما توليه القيادة الرشيدة من اهتمام بالجوانب الإنسانية والخيرية واستكمالاً لما قام به خادم الحرمين الشريفين بتأسيس المركز السعودي لزراعة الأعضاء في المملكة العربية السعودية – المركز الوطني للكلى سابقاً.. هذه هي القيادة الحقيقية بالأفعال والأقوال.

«ومن أحياها فكأنماأحيا الناس جميعاً»

القيادة الحقيقية لا تتأخر عن مصالح بلادها.. القيادة الحقيقية مع شعبها في السراء والضراء.. إن قيام القيادة الرشيدة بالإقدام على هذا العمل الإنساني النبيل والتسجيل ببرنامج التبرع بالأعضاء بعد الوفاة يأتي لما فيه من معانٍ سامية تتمثل في الأمل بإعادة الحياة لمرضى الفشل العضوي النهائي وحماية الأرواح البشرية. ولطالما كانت قيادتنا الرشيدة مثالاً يحتذى به في كافة المجالات، وتهدف هذه المبادرة الإنسانية إلى حث جميع المواطنين والمقيمين للاحتذاء بهم والتسجيل ببرنامج التبرع بالأعضاء بعد الوفاة.


ومن وجهة النظر الشرعية فإن مبادرة الملك سلمان وولي العهد تأتي وفق ما قاله الله عزّ وجّل في محكم تنزيله {ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً}. وهذا ما ينطبق على التبرع بالأعضاء بعد الوفاة الدماغية لما فيه من معانٍ سامية في الأمل بإعادة الحياة لمرضى الفشل العضوي النهائي.. ولقد أجمع العلماء على أن التبرع بالأعضاء يعتبر صدقةً جاريةً ينال صاحبها الأجر والثواب.. وليس هناك شك أن التبرع بالأعضاء يعد نعمة عظيمة على عظيم المجتمع وفيها أجر كبير للمتوفى.

لقد منحت مبادرة الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد، الأمل للمرضى الذين تتوقف حياتهم على زراعة عضو جديد، وتُعزز واحدة من أهم صور التكافل المعروفة عن المجتمع السعودي.

وجاءت لتعزز مستويات الصحة العامة وزيادة كفاءة القطاع الطبي في إجراء هذه العمليات المُعقدة والإسهام في رفع نسب نجاحها مستقبلاً.هذه هي قيادتنا التي تعتبر قدوتنا.. لقد تماهت رؤية «٢٠٣٠» مع مبادئ التكافل والإخاء الإسلامية. وهذا هو سلمان.. الإنسان.. أحيا روح الأمل.. قيادتنا قدوتنا قولاً وفعلاً.